خلاصة خبرتي: كيف تبدأ متجرك الإلكتروني بنجاح؟
على مدار عقد من الزمان، غُصت في عالم التجارة الإلكترونية بكل تفاصيله، بدءاً من البيع على أمازون، مروراً بتقديم الخدمات، وصولاً إلى بناء متجر عالم الشواء. تجربتي تشمل كل شيء، من العمل كمدير للمنتجات في عملاق الدفع الإلكتروني Tap Payment، إلى ادارة المنتجات في شركات تقنية مثل رواء و HALA. هذه الرحلة المتنوعة منحتني رؤية شاملة للمشهد الإلكتروني، وها أنا ذا، جاهز لمشاركة خلاصة هذه الخبرات. سأتجاوز النصائح النمطية، مثل اختيار الاسم والبحث عن شركاء يكملون مهاراتك، لأركز بدلاً من ذلك على استراتيجيات فعّالة قد تكون خارج نطاق تفكير البعض، ولكنها ضرورية للنجاح كما هي النصائح التقليدية.
يجدر بالذكر أن تطبيق هذه الاستراتيجيات ليس شرطاً للنجاح في عالم التجارة الإلكترونية، فقد شهدنا العديد من الحالات التي حققت النجاح بدون اتباعها. ولكن، الالتزام بها سيزيد بالتأكيد من فرصك في تحقيق قفزات كبيرة نحو النجاح.
1- حجم السلة المثالي للمستهلك السعودي
في السوق السعودي، يبدو أن النطاق السعري بين 150 إلى 350 ريال يمثل النقطة المثالية أو "المنطقة الذهبية" لحجم السلة في التجارة الإلكترونية. هذا التوازن الدقيق يساعد العملاء على اتخاذ قرارات شراء بشكل أسرع وأكثر سهولة، مما يعزز من معدلات التحويل للمتاجر الإلكترونية. كما يسمح هذا النطاق السعري للمتاجر بتحقيق هوامش ربح جيدة مع الحفاظ على تكاليف شحن وتشغيل معقولة، ما يجعله استراتيجية مثالية للعديد من الأعمال الناشئة والمتاجر الإلكترونية الناجحة في السعودية.
البحث عن منتجات بحجم سلة في هذا النطاق يمثل استراتيجية حاسمة للنجاح في عالم التجارة الإلكترونية. السبب في ذلك يعود إلى ملاحظتي بتردد الزوار عند مواجهة منتجات تزيد عن 350 ريال، حيث يميلون إلى البحث عن بدائل أرخص أو حتى التخلي عن الشراء بالكامل. المنتجات ذات الأسعار المعقولة تعزز من سرعة وسهولة اتخاذ قرار الشراء، مما يرفع من معدلات التحويل بشكل ملحوظ. على العكس، المتاجر التي تقدم سلات بأسعار مرتفعة عادة ما تجد صعوبة في تحقيق معدلات تحويل تتجاوز 1%.
من الضروري أيضًا أن يكون حجم السلة أعلى من 150 ريال لسببين رئيسيين.
الأول هو الحاجة إلى بيع كمية أكبر من المنتجات لتحقيق إيرادات مرتفعة؛ فعلى سبيل المثال، لتحقيق هدف مبيعات يقدر بمليون ريال في الشهر بمتوسط حجم سلة يبلغ ١٥٠ ريال، ستحتاج إلى استحواذ على 6600 عميل، وهو ما يتطلب جهدًا شاسع مقارنةً بحاجتك لـ2857 عميل فقط إذا كان متوسط حجم السلة 350 ريال.
السبب الثاني يتعلق بتكاليف الشحن والتشغيل الثابتة، التي تتراوح عادة بين 20 إلى 50 ريال. و في حال كان حجم السلة أقل من 150 ريال، ستواجه صعوبات في الحفاظ على هوامش ربح صحية على المدى الطويل.
بالطبع لا يوجد قانون ثابت يضمن النجاح، ولكن من خلال ملاحظتي للسوق، وجدت أن التوازن بين 150 350 ريال يشكل نقطة مثالية لكثير من المتاجر الناجحة في السعودية.
امثلة لمتجر ناجح تحقق هذه القاعدة: ريفي ٫ مكعب
2- تكرار الشراء
تركيز المنتج على إمكانية الشراء المتكرر هو عنصر أساسي لنجاح المتاجر. ببساطة، هذا يعني اختيار منتجات تجعل العملاء يعودون للشراء مرات عدة. استحوذ مرة وبيع عدة مرات.
على سبيل المثال، العطور التي عند نفاذها يسعى المستهلكون لشراء نفس العطر مجدداً، أو العسل والجوارب ومستحضرات التجميل، وحتى أجهزة تحلية المياه التي تتطلب تغيير الفلاتر بانتظام.
الأهمية الكبرى لهذا المبدأ تكمن في قدرته على تعزيز الاستثمار في الإعلانات. إذا كانت تكلفة الاستحواذ على العميل مرتفعة، يمكن تعويض ذلك بالمبيعات المتكررة من العميل نفسه. بعبارة أخرى، يمكنك استقطاب العميل مرة واحدة وبيع المنتجات له مرات عدة، ما يعزز من القيمة الإجمالية لكل عميل ويساعد في تحقيق أرباح مستدامة على المدى الطويل.
امثلة لمتاجر ناجحة: أروماتك ٫ رشوف ٫ ريبال
3- منتجات يسهل فيها رضا العميل
التركيز على منتجات ذات مؤشر رضا العملاء (NPS) أعلى من ٥٠ يعتبر استراتيجية ذكية لبناء قاعدة عملاء مخلصين وتعزيز المبيعات العضوية. مؤشر NPS، وهو مقياس عالمي لقياس مدى رضا وولاء العملاء، يساعد في تحديد مدى استعداد العملاء لتكرار الشراء وتوصية المنتجات للآخرين. بيع منتجات صعب إرضاء العميل يمكن أن يؤدي إلى خفض معدلات الشراء المتكرر والمبيعات التلقائية Organic، مثل منتجات معالجة الصلع التي قد تواجه صعوبات في تحقيق رضا عالٍ بين العملاء بسبب تعقيد المشكلة.
تجنب المنتجات التي تحمل تحديات كبيرة في إرضاء العميل، مثل تلك التي تتطلب تركيبًا معقدًا (الاثاث)، أو تلك التي تتعلق صحة الانسان (علاجات)، أو المنتجات التي تحتاج إلى تخصيص مكثف (الملابس) التي تأتي بمقاسات متعددة تتطلب مقاسًا مخصصًا لكل عميل. الهدف يجب أن يكون تقديم منتج يلبي احتياجات ويفوق توقعات جميع العملاء، مما يضمن تجربة إيجابية تشجع على الشراء المتكرر والتوصية بالمنتج، ما يساهم في نمو الأعمال التجارية بشكل صحي ومستدام.
العملاء التلقائيين (Organic) يمثلون القوة الخفية وراء كل عمل تجاري إلكتروني ناجح. هؤلاء العملاء، الذين يأتون من خلال توصيات الأصدقاء أو بفضل سمعة العلامة التجارية الجيدة، غالبًا ما يكونون أكثر ولاءً وتفاعلاً من العملاء الذين يأتون عبر الإعلانات المدفوعة. السبب وراء ذلك يعود إلى الثقة المسبقة التي يحملونها تجاه منتجاتك بناءً على تجارب إيجابية مشتركة. هذا النوع من العملاء لا يساهم فقط في زيادة المبيعات، ولكن أيضًا في خفض تكاليف الاستحواذ، حيث أن الحصول على عملاء جدد عبر الوسائل التلقائية يكلف أقل بكثير من القنوات الإعلانية المدفوعة. بالإضافة إلى ذلك، يعد العملاء التلقائيين (Organic) سفراء حقيقيين للعلامة التجارية، يشاركون تجاربهم الإيجابية ويوصون بمنتجاتك، ما يعزز من مصداقية وجاذبية علامتك التجارية. في الواقع، تحقيق رضا هؤلاء العملاء وتحويلهم إلى مروجين لعلامتك التجارية يمكن أن يكون العامل الأساسي في نجاح واستدامة أعمالك الإلكترونية.
أمثلة لمتاجر ناجحة: وسادة نيام
٤- منتج صغير يتسع بداخل كرتون حذاء
صندوق الاحذية وانتم بكرامة هو الحجم المثالي للمنتج وهي استراتيجية فعّالة لتحسين كفاءة العمليات اللوجستية وزيادة هوامش الربح. هذا الحجم المثالي يسهّل عملية الشحن، مما يؤدي إلى تقليل تكاليف النقل بشكل ملحوظ. بالإضافة إلى ذلك، يسهل تخزين هذه المنتجات، سواء في مستودعك الخاص أو عبر الاعتماد على شركات لوجستية تقدم أسعاراً تنافسية للتخزين. هذا التوجه يضمن لك تشغيل متجرك بكفاءة عالية والحفاظ على هوامش ربح صحية، مما يعزز من نجاح واستدامة عملك التجاري الإلكتروني.
أمثلة لمتاجر ناجحة: الجزازة
في الختام، من المهم أن تعي أن هذه النصائح ليست قواعد صارمة يجب اتباعها بحذافيرها. بالطبع، يمكنك اختيار تجاهل بعضها بناءً على استراتيجيتك ونموذج عملك. ومع ذلك، من الحكمة دائمًا أن تأخذ هذه الإرشادات بعين الاعتبار عند التخطيط لإطلاق متجرك الإلكتروني. فهي مستقاة من خبرات واقعية وتجارب عملية قد تسهم في تسريع وتيرة نجاحك وتفادي العديد من العقبات الشائعة في عالم التجارة الإلكترونية.
ما رأيك بالنشرة؟ اكتب لي رسالة او ملاحظة 🔗
رأيك يهمني واحرص على قراءة كل رسالة
النشرة البريدية
اشترك عشان يوصلك جديد ما اكتب من افكار وتجارب رهيبة.