قصة تطورات SEO في العالم العربي
في قمة عنفوان الويب العربي ما بين ٢٠٠٢ إلى ٢٠١٠ من منتديات وحوارات وتدفق الجموع على هذا العالم الغريب العجيب كان محرك بحث قوقل هو البوابة والطريق الوحيد للوصول إلى الويب. آنذاك جميع الشغوفين بصناعة الويب العربي يطبقون تهيئة محركات البحث والمجال يزدهر بالهواة ومنتديات تطوير الويب كترايدنت وسوالف سوفت مليئة بالنقاشات والدروس ولكن شيئاً فشيئاً بدأ الويب العربي يتمحور ويتجه الى منصات جديدة أكثر غرابة و متعة تدعى Facebook و Twitter ومن هنا تفرعت مجالات العمل الحر واتجه الكثير من هواة محركات البحث الى برمجة الويب أو تسويق الحملات الدعائية أو غيرها، ومع أن Google كانت تنمو بوتيرة عالية ولم يهتز عرش محرك البحث لكن الكثير من الشغوفين العرب تركوا المجال.
في ٢٠١٨ ومع التحول الرقمي الهائل الذي يمر فيه العالم العربي بقيادة دول الخليج ومع نضج وارتفاع الوعي في العديد من الجهات والشركات عن أهمية محرك البحث خصوصاً أنه مازال المصدر الأول للوصول للمعلومة أو إيجاد المنتجات، واجهت الشركات تحدي وهو قلة الوكالات المختصة في تهيئة محركات البحث ومعظم من يعمل في المجال عربياً لم يطور نفسه ومازال عالق في ٢٠٠٨ ما الذي أقصده بعالق؟ قوقل كل سنة تحدث خوارزمية نتائج البحث وابتداء من ٢٠١١ مع تحديث باندا الشهير بدأ محرك البحث يتحول من التركيز على الكلمات المفتاحية الى التركيز على نية الباحث. فمثلاً في محرك البحث الحديث عندما يبحث شخص في السعودية عن نعناع فستظهر شركة نعناع لتوصيل المقاضي في الصدارة وإذا بحثت في مصر ستظهر نبتة النعناع. هل لاحظت الفرق؟ أصبح التركيز على النية وليس على الكلمة المفتاحية. هذه التحديثات المهمة للخوارزمية مازال لا يعي بها الكثير من المختصين العرب وبالنسبة لهم تهيئة محركات البحث بكل بساطة تعني ملئ الصفحة بكلمات مفتاحية بشكل مزعج ومتكرر وبناء روابط خلفية سبام و لذلك النتيجة دائما ضعيفة.
ومن هنا بدأت المشكلة تتفاقم حيث ان الكثير من الشركات رصدت ميزانيات لتحسين محركات البحث ولكن دائما مصير الجهود للفشل بسبب وجود حلقة سلبية شرسة من الصرف المالي والمردود الضعيف من المختصين وهذا ادى الى وجود تشكيك وأزمة ثقة بين الطرفين، وبالرغم أن الكثير يتحدث عن تهيئة محركات البحث عربياً الى أن القليل من يستطيع تقديم نتائج حقيقية ملموسة.
خلف كل مشكلة فرصة
من خلف هذه المشكلة ولدت فرص ضخمة حيث اقتنص الشغوفين الضعف في مواقع الشركات العربية وبنوا منتجات خاصة فيهم تقتنص عبارات البحث القوية بكل سهولة وسهل التحدي الضعف الشديد في الشركات القيادية بالمجال. كمثال سبق أن تكلمت في بودكاستي عن قصة موقع جدول والذي أطلقه صديقي كاش موقع جدول يركز على مواعيد ونتائج المباريات الرياضية واكتسح معظم كلمات البحث القوية في مجال نتائج المباريات ويصل زوار جدول اليوم الى مليون زائر شهرياً من محركات البحث والمثير أن يوجد شركات قوية وممولة تحاول منافسته ولم يتمكنوا من ذلك.
أحد قصص النجاح الشركة المصرية الناشئة فيزيتا حيث بتركيزها على تهيئة محركات البحث استطاعوا في فترة وجيزة اكتساح أهم نتائج بحث السعودية للمجال الصحي والتغلب على شركات طبية عريقة مثل مستشفى سليمان الحبيب.
وللاطلاع أيضا يمكنك قراءة تحليلي لموقع تجميلي وكيف تصدر نتائج سوق عمليات التجميل في الخليج عن طريق التركيز على محركات البحث و الأرباح العالية التي يجنيها من خلال lead Generation.
وكلمة حق لصالح الشركات العربية أن حتى لو أرادوا النزول للملعب والمنافسة في محركات البحث سيواجهون تحدي في إيجاد مواهب أو وكالات عربية متخصصة تستطيع تقديم نتائج حقيقية وليس بيع وعود.
بصراحة المجال خصب ولكن يجب أن تعرف من أين تأكل الكتف.
النشرة البريدية
اشترك عشان يوصلك جديد ما اكتب من افكار وتجارب رهيبة.