السعي خلف المال ونسيان الحياة
نصل الى نهاية العام معه يأتي التأمل والتفكر مع العودة لما تم تحقيقه خلال 2021. وحدة من الأفكار المستمرة في هواجسي الأيام الماضية هي شعوري بعدم الرضى وان كان بالإمكان أفضل من مما كان، ولكن لماذا أشعر هذا الشعور؟
دعوني أحدثكم عن قصة احد الزملاء القدامى حيث كان يعمل في وظيفة براتب منخفض لسنوات طويلة ولم يكن راضي عن حاله لعلمه بأن يوجد وظائف أخرى في نفس تخصصه براتب يصل الى ٢٠ الف ريال وهذا الأمر شكل إزعاج وسلبية كبيرة قي صحته النفسية ولكن مع مرور السنوات والعمل بجد استطاع الحصول على عرض وظيفي من جهة مميزة بنفس الراتب العالي وبالطبع وافق وشعر بسعادة انه حقق هدفه أخيرا والان سينعم بحياة هادئة ومريحة. العجيب سألته عن حاله بعد مرور سنة وحدة من توليه الوظيفة الجديدة فاخبرني ان حاله سيئ جداً لان للأسف اكتشف ان راتبه قليل مقارنة بزملائه في نفس المنصب حيث يحصلون على رواتب ٤٠
و ٥٠ الف وهو يقبض على راتب ٢٠الف لا يكفي لشراء سيارة فارهة او مزرعة في أرياف المدينة بالطبع عمل زميلي بجد للحصول على ترقية أو عرض من جهة منافسة وبالفعل استطاع الحصول على عرض وظيفي أخر وخرج براتب أعلى لكن المفاجئ انه ما زال غير راضي ولديه شعور انه بحاجة الى راتب أعلى يسمح له ببناء قصر فاره وشراء شقة في احد المدن الأوربية وحاله هكذا من ذاك الحين حيث بمجرد تحقيق هدفه الذي كان يعتقد انه سيجلب له السعادة الأبدية سرعان ما يرتفع سقف طموحات الدخل وهكذا يركض خلف سراب الرضى والسعادة الذي أراهن لن يجده ابدا.
ابن آدم طماع
منذ آن تخرجت من الجامعة وانا أحاول ان أحدد طموحاتي واهدافي وعدم ربطها باهداف مادية بحتة وبدرجة كبيرة كنت ناجح في ذلك ولكن العام الماضي وجدت نفسي أقع في هذا الفخ. قضيت ٧٠٪ من وقتي أطارد خلف مشاريع وفرص مختلفة بهدف الحصول على مال اكثر. نجحت في تحقيق بعض الأهداف وفشلت في بعضها ولكن مجملا حققت عوائد مادية مناسبة وانا ممتن وشاكر على هذه النعمة ولكن سبحان الله وجدت نفسي تلقائياً أرغب بالمزيد وارغب بتعظيم الدخل المادي هذا و أوجدت لنفسي حجج متعددة لماذا احتاج مال اكثر. اجد نفسي أراجع ما حصل واتسائل متى يتوقف هذا الهوس؟
لدي العديد من الهوايات التي تم القضاء عليها هذه السنة بسبب انشغالي الدائم بالعمل و وقتي مع عائلتي اقل من الأعوام السابقة. أصبح جل اهتمامي هو الركض خلف الفرص وزيادة دخلي والمضحك المبكي ان كل ما حققت الهدف اعمل له يرتفع سقف الطموحات تلقائيا وهذه هي طبيعة الانسان. لست ضد العمل والعطاء ولكني ضد العمل فقط من أجل الحصول على المال واهمال كل جماليات الحياة وروحانيته واعتقد هذا جزئياً هذا ما حدث لي في 2021. وقعت في نفس الفخ الذي زميلي المذكور في بداية النشرة وقع فيه.
موازنة الحياة والعمل
سمعت في بودكاست مرة عن فكرة الثلاثة مصابيح والتي تقول ان لديك في الحياة ثلاثة مصابيح:
١- مصباح العمل
٢- مصباح الصحة
٣- مصباح العائلة والاصدقاء
ولديك طاقة لتشغيل مصباحين فقط، وبالفعل لم أستطع تشغيل جميع المصابيح مهما حاولت ان ابذل من مجهود. اكثر ما يقلقني ان الحياة قصيرة وان اصل لنهايتها لاكتشف اني قضيتها أطارد أشياء لا تهم، وما يؤكد لي هذا الشي عندما حدثت لي حادثة مريعة ولم اعتقد اني أستطيع النجو منها وكل ما كنت افكر فيه خلالها هو زوجتي ووالدي، لم افكر ولم تهم اطلاقاً المشاريع التي اعمل عليها أو المبالغ التي حصلت عليها، ومن بعدها أصبحت اتسائل مالذي يهم حقاً؟
بنهاية هذه النشرة قد تعتقد اني وصلت الى استنتاج أو أجوبة معينة ولكن في الحقيقة مازلت لا اعلم مالذي سيحصل او مالذي سأعمله العام القادم.
ماذا عنك حدثني عن تجربتك هذه السنة؟
شطحة
فتحت حساب سنابشات انزل فيه يوميات وسواليف واشارك بعض الافكار الشاطحة الي عندي تستطيع اضافتي عن طريق الرابط:
https://www.snapchat.com/add/ako_858
** ما رأيك بالنشرة؟ اكتب لي رسالة او ملاحظة 🔗
رأيك يهمني واحرص على قراءة كل رسالة
النشرة البريدية
اشترك عشان يوصلك جديد ما اكتب من افكار وتجارب رهيبة.