بحسب إحصائيات StoreLEADS تشغل منصتي زد وسلة 60 % من إجمالي المتاجر الإلكترونية في السعودية بسيطرة معتبرة على سوق التجارة الإلكترونية متمكنة من إزاحة منافسين قدامى أمثال ExpandCart.
نجاحهم يعود لأسباب عديدة أهمها فريق مذهل يفهم احتياجات السوق السعودي وقدرة استثنائية على تجميع المال عن طريق الجولات الاستثمارية (في جولاتهم الاخيرة جمعت الشركتين مبالغ وصلت الى 58 مليون ريال).
في بداياتهم كانوا فقط يركزون على توفير حل برمجي جاهز لاستقبال طلبات المتاجر ومن ثم نضجت إلى التكامل مع شركات الشحن المحلية ومن ثم الربط مع حلول المدفوعات الرقمية والآن وصلوا إلى إطلاق متاجر تطبيقات مشابهة لمتجر App Store في الايفون.
الان وصلت منتجاتهم إلى درجة عالية من النضج وخلق شبكة تكامل مع العديد من الشركات المحلية تجعل دخول أي منافس جديد شبه صعب.
حرفيا إذا كنت تاجر وترغب في التحول إلى التجارة الإلكترونية فهذه المنصات تغطي كل ما يخطر في بالك:
- تحتاج برنامج جاهز يبني لك متجر إلكتروني؟ تم
- تحتاج تستقبل مدفوعات فيزا ومدى؟ تم
- تحتاج تشحن منتجاتك إلى كافة مدن السعودية؟ تم
- تحتاج شحن أغذية تحتاج سيارات مبردة؟ تم
- تحتاج شحن سريع في أقل من ٢٤ساعة؟ تم
- تحتاج حملات sms دعائية؟ تم
كل ما يخطر في بالك تم تغطيته، وهذا نتيجة عمل متواصل طوال السنوات الماضية للوصول إلى هذه الدرجة من النضج.
دخول موضوع كوم كمنافس
تفاجأت للغاية وأنا أحضر أحد المؤتمرات التقنية في دبي لأجد العملاق الأردني موضوع كوم وضعوا كشك كبير لأحد شركاتهم الجديدة وهي منصة مكاني والتي توفر حل برمجي لتطلق متجرك الإلكتروني وبعد حديث مطول مع فريقهم استنتجت أن الشركة تستهدف السوق السعودي والدخول كمنافس شرس مع زد وسلة وأعتقد أن ستكون أمامهم رحلة صعبة للغاية لإثبات الوحود. زد وسلة منتجهم متقدم للغاية ولديهم الملاءة المالية الكافية لصرف ميزانيات اعلى من مكاني للاستحواذ على العملاء الجدد والمحافظة على الحاليين. حاولت فهم ما هي الميزة التنافسية أو نقطة الألم لدى التجار والتي ستستغلها مكاني ولكن لم أجد أي ميزة مقنعة. من أهم نقاط قوة موضوع كوم هو قوتهم الهائلة في صنع المحتوى والتركيز على محركات البحث ولكن جميعنا يعرف أن هذه الاستراتيجية قد تستغرق شهور إلى سنوات قبل أن تقطف ثمارها فهل ستستطيع مكاني الصرف على المشروع حتى تلك اللحظة؟ باعتقادي الطريق صعب للغاية خصوصا أمام عملاقين التجارة زد وسلة.
اذن هل منافسة العملاقين مستحيلة؟
لا طبعاً ليس مستحيل ولكن يجب أن تفهم احتياجات ونقاط الألم التاجر السعودي وتركز على سلاسل مجاورة لكي تصنع المنتج المنافس. كمثال شركة OTTO أعلنت عن إغلاق أول جولة استثمارية بعد سنة أولى نجاح في ٢٠٢٠ حيث تركز المنصة على حل جانب الشحن للمتاجر عن طريق التركيز على مزايا حساسة:
١- جميع شركات الشحن تحت منصة واحدة
٢- تكامل برمجي مع مخزون المحلات (نقطة ألم كبيرة لدى ملاك قطاع التجزئة)
٣- تكامل جاهز مع زد وسلة ولا يحتاج أن تغادر إي منصة
نجاح نموذج OTTO يثبت أن ساحة التجارة الإلكترونية مازالت تحتاج الكثير من الابتكار والحلول المختلفة والمجال واعد للغاية.
زد سلة وصراع العروش
التنافس بين زد وسلة شرس في النمو وضم التجار الجدد واستكمال رحلة الاستحواذ على الحصة العظمى من السوق السعودي والمثير للإعجاب أن بالرغم من التشابه النسبي في نطاق المنصتين إلا أنهم يأتون من مدرستين مختلفة تماماً.
زد مدرسة التسويق
زد تركز دائما على التسويق والضخ المستمر في إدارة المبيعات والتسويق (أو إدارة النمو أي اسم تفضل) حيث تركز الشركة على الضخ المستمر في الحملات التسويقية لجمع ال Leads ومن ثم إقناعهم بالتحويل مع لمسة بشرية عالية جداً (تواصل مباشر من فريق المبيعات وتلبية لطلباتك بعناية كتاجر) لو نظرنا إلى الشهور الماضية لوجدت ممثلي شركة زد قدموا دورات تعريفية في كافة مناطق المملكة من الشرقية إلى القصيم وإعلاناتهم تملى كافة منصات التواصل الاجتماعي ورعاية للعديد من المجتمعات الشبابية الجديدة.
سلة مدرسة التقنية
تركز سلة بشكل شبه تام على الاستثمار والتركيز على الفريق التقني وإطلاق مزايا تقنية بالجملة، وتستطيع ملاحظة ذلك من التحديثات التي يتم إعلانها بشكل مستمر آخرها منتج صانع التطبيقات والذي من خبرتي التقنية اعتقد كان تحدي تقني هائل على الأرجح تم صرف ملايين الريالات عليه وتراهن سلة ان الجانب التقني من المنتج هو العلامة الفارقة التي ستدفع المزيد من النمو عن طريق التسويق الشفوي او توصيات المجتمع التقني.
خاتمة
ليست بالضرورة أن تكون هناك مدرسة أفضل من الأخرى ولكن سيكون مثير للاهتمام روية من سيخرج مكتسح للساحة السنوات القادمة، وفي الاخير التنافس الشديد بين هذه الشركتين اصلح للتجار والصناعة.
|