البودكاست العربي والفلوس 💸

البودكاست العربي والفلوس

البودكاست العربي انتشر بشكل قوي ابتداء من ٢٠١٦ ورأينا معدلات نمو مذهلة في عدد الاستماع وكمية المحتوى المنتج (راجع تاريخ البودكاست العربي)، ولكن بالرغم من كل النمو لم نرى الأموال تلحق هذا النمو بعد. حيث مازال صناع البودكاست العرب يعملون تطوعاً وشغفاً بلا عائد مادي.
لماذا ومتى سنرى البودكاسترز العرب يستفيدون مادياً من البودكاست وتتكون صناعة ضخمة لهذا المجال؟ في نشرة هذا العديد ساحاول الغوص في وضع البودكاست العربي اليوم.

نمو عدد برامج البودكاست العربي خلال السنوات

لنبدأ بالقاء نظرة على شركات البودكاست في المنطقة والتي تحاول باستمرار ان تستديم عملها وتلتف على معضلة الدخل المادي المحدود عن طريق خلق نماذج عمل فريدة، لكي نفهم الصناعة اليوم يجب ان نعرف نماذج العمل هذه.  

نموذج المحتوى الأصلي
في هذا النموذج تتولى شركة البودكاست انتاج برامج اصلية عالية الجودة بتكاليف عالية بهدف تكوين براند وزخم ومن ثم بيع المساحة الاعلانية لكل موسم للشركات والجهات المختلفة. يتطلب هذا النموذج ضخ مبلغ مالي عالي والاستثمار في فريق مواهب اخذ مخاطرة عالية.
أفضل الامثلة لهذا النموذج
شركة ثمانية من خلال بودكاست المحور الثاني
شركة Kerning Cultures من خلال بودكاست مظلة صقر والذي كان برعاية عبداللطيف جميل

نموذج التجميع
نموذج يعتمد على تجميع برامج البودكاست المختلفة تحت اسم شركة واحدة وبيع الاستماعات بالجملة على المعلنين. معظم المعلنين يبحث عن وصول عالي ومعظم برامج البودكاست الصغيرة لا تستطيع بيع النوافذ الاعلانية بسبب ان عدد الاستماع يعد ضئيل جدا للمعلن ولكن عندما يجتمعون تحت مظلة شركة واحدة يستطيعون تشكيل كتلة ضخمة من الاستماعات وبالطبع شركة البودكاست تأخذ نسبة سعي.
أفضل الامثلة لهذا النموذج:
شركة محتوايز

نموذج العلامات البيضاء
نموذج B2B يعتمد على انتاج برامج للشركات من الصفر حتى الاطلاق ولكن البرنامج ينزل بأسم الشركة الممولة بالكامل.
مثال
شركة مايكس من خلال بودكاست القمة والذي تم انتاجه لقمة العشرين G20
شركة محتوايز من خلال بودكاست لما تجرأت والذي تم بأسم شركة STC  

نموذج المنح
يعتمد هذا النموذج على بناء برامج بودكاست اصلية تحمل رسالة معينة ويتم تسويقها الى المنظمات العالمية الغير ربحية بهدف الحصول على المنح والدعم المادي لاستمرارها.
افضل مثال لهذا النموذج
شركة صوت عبر بودكاست شلبيات والذي تم انتاجه من قبل منحة مؤسسة شومان

نموذج المستقل
في هذا النموذج يستقل صانع البودكاست بعيداً عن شركات البودكاست ويبيع نوافذه الاعلانية بنفسه ولكن لكي يستطيع فعل ذلك يتطلب هذا الشيء تكوين قاعدة ضخمة من الجماهير.
أبرز مثال:
بودكاست ابجورة
بودكاست مربع

نموذج التحكم
في هذا النموذج يتم بناء تطبيق بودكاست مستقل عن مجتمع البودكاست وانتاج برامج حصرية لا تعمل خارج التطبيق، الهدف هو التحكم بشكل كامل على تجربة المستخدم واعطاء المعلن وصول ومرونة اكثر في طريقة عرض الاعلان. هذا النموذج برأيي سيئ لأنه يشجع على الانعزال وعدم التكامل مع مجتمع البودكاست العربي ولا يوفر اساسيات البرامج الصوتية كالـ RSS.
مثال:
شركة Podeo

نموذج الراديو
في هذا النموذج تنتقل قنوات الراديو العريقة الى عالم البودكاست مع الاحتفاظ على مداخيل الراديو التقليدي وقد كتبت عنه بالتفصيل خلال تدوينتي مستقبل الردايو العربي، راديو الان انموذجاً.


مستقبل الفلوس في البودكاست العربي؟
يغلب على صناعة البودكاست العربي الاعتماد على الحملات الاعلانية لدى الشركات التقليدية والتي عادةً اذا قبلت ان تعلن في البودكاست فهي تفعلها من باب المسؤولية الاجتماعية وتحسين الصورة. اذا انتقلنا الى صناعة البودكاست في امريكا وهي الأكثر نضجاً نجد ان اموال هائلة تضخ من قبل الشركات الناشئة (مثل Square Space و Hello Fresh)، السبب يعود الى ان الشركات الناشئة دائماً هدفها النمو ولا شيء غير النمو وهذا يدفعهم للابتكار والتجريب بهدف خفض تكلفة الاستحواذ على العميل عكس الشركات التقليدية والتي عادة بعض مسؤوليها ينقصهم الوعي عن ثورة البودكاست أو غير محفزين لتجربة قنوات جديدة وقد تمنعهم بيوقراطية صناعة القرار الطويلة. نستنج أن عالم الشركات الناشئة وعالم البودكاست تجمعهم علاقة طردية. لكي ينجح صانع البودكاست العربي يجب أن يكون هناك شركات ناشئة ناضجة لدعمه. مؤخراً ومع تصاعد النجاحات المستمرة للشركات الناشئة الخليجية رأينا بودار التغيير حيث بدأت الاموال الاعلانية تتدفق من حيث رعاية مرسول لبودكاست مربع و ضخ شركة مدفوعات Tap لاعلانات في أكثر من ٥٠ بودكاست عربي واعتقد ان هذه بداية الغيث والنمو الحقيقي قد بدأ الان.

خاتمة:
نعمل انا وصديقي كاش في البودكاست العربي على توثيق ودعم مجتمع البودكاست العربي وبامكانك الرجوع للاحصائيات المستمرة التي نرصدها طوال السنوات لرؤية نضج البودكاست العربي.