الرياض ونهضة صناعة الضيافة
قبل قراءة النشرة اود التنويه الى ان النشرة ليس هدفها المقارنة بين مدينة او اخرى واقولها بكل صدق ان جميع مدن السعودية اكن لها كل الحب ولكن هذه ملاحظات من انسان بسيط يدون ما يراه من تغيرات في مدينته.
تشهد مدينة الرياض نهضة قوية على كافة الأصعدة والمجالات وأحد اهمها قطاع الضيافة والذي يحدث فيه العديد من الاستثمارات والحلول الفريدة.
فقط القي نظرة على منطقة العمارية وهي منطقة زراعية تقع ريف الرياض باتجاه الشمال حيث تتواجد فيها أكثر من ٢٤ شاليه ومنتجع سياحي وكل يوم نرى منتجع وشاليه بشكل أو فكرة مميزة.
ولا يقتصر الأمر على القطاع الترفيهي فهناك ايضا زيادة كبيرة على الفنادق ايضاً
كما ترى في الاحصائية فإن قطاع الضيافة كان في نمو من سنة الى ٢٠١٧ الى سنة ٢٠١٩ ثم انحدر بسبب جائحة كورونا والذي اعتقد انه سيكون مؤقت وستعود المدينة الى النمو لتكسر حاجز ٦٠٪ نسبة تسكين في ٢٠٢٢ على الأرجح.
في هذه النشرة حددت ثلاثة ظواهر تساهم في جعل قطاع الضيافة مميز في الرياض.
١- السياحة العلاجية
دائما عندما أحاور أي شخص يعمل في الضيافة يحدثني عن كمية الناس القادمين للرياض للعلاج حيث تحتوي المدينة على مراكز ومستشفيات متقدمة تعالج حالات طبية معقدة. تخيل أن من قائمة ترتيب أفضل ٤٠ مستشفى في الشرق الأوسط ٦ منها تقع في مدينة الرياض وقد لا تعلم ولكن في ٢٠١٨ كانت هناك ٣٨١الف رحلة علاجية وجهتها مدينة الرياض وهذا يفسر أيضا ما لاحظته في ترند صعود ما يسمى بالشقق الشهرية في منصات حراج وAirbnb وهي عبارة عن شقة مؤثثة ومجهزة بكافة المستلزمات تؤجر بشكل أسبوعي شهري. قوتها في تركيزها على الشريحة التي تقع مابين قصيرة المدى وطويلة المدى حيث تقدم وحدات سكنية جاهزة لزائرين الرياض من أجل العلاج والذي قد يستغرق أسابيع أو شهور وأسعار الفنادق اليومية لا تناسبهم.
٢- إثر موسم الرياض ٢٠١٩
أعتقد أن موسم الرياض الترفيهي في ٢٠١٩ وضع المدينة في الخارطة العالمية حيث استقبلت المدينة في الموسم العديد من الفنانين والطباخين والرياضين العالميين لتتمركز الرياض رأساً برأس مع مدن عالمية مثل لندن وباريس، وبالرغم أن الجائحة لم تعطي فرصة لقياس الأثر ما بعد الموسم إلا أن الموسم كان له آثار إيجابية للغاية على المدينة من تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة سياحية لزيارة السعودية أو إثبات قدرة المدينة على استيعاب ألعاب وفعاليات ضخمة بكل جدارة.
٣- الطلب الداخلي العالي للاستجمام
٥ مليون ساكن في مدينة الرياض وهذا دون حساب السكان في القرى والمحافظات المجاورة وتعد منطقة الرياض ثاني أكثر المناطق في المملكة نمو سكاني (تخيل معي أن في ١٩٩٠ كان تعداد الرياض فقط 2.1 مليون ساكن) ما يميز سكان الرياض ويجعل مشاريع الضيافة فيها جذاب هو ما أسميه ب التقبل أو adoption العالي للجديد والمميز ورغبتهم القوية والشديدة للترفيه وهذا الشيء يسمح للمشاريع المبتكرة والمميزة بالنجاح والوصول للربحية بشكل سريع. عامل آخر مهم يساعد هو وجود قوة شرائية عالية من السكان تعطي فرصة للمشاريع المبدعة بالنهوض. أتذكر نقاش خضته مع أحد الأصدقاء عندما أخبرته أن سعر ليلة أحد الشاليهات في الرياض يصل إلى ٤٠٠٠ ريال حينها ضحك بصوت عالي قائلاً لا يوجد أحد سيحجز الشاليه بهذا السعر. لو كان أجرى بحث بسيط لعرف أن نسبة اشغال هذا الشاليه تتجاوز ٩٠٪ خصوصاً في إجازة نهاية الأسبوع.
شاليه كوخ خشبي Cabin في العمارية
منتجع على طراز ارث نجد
ختاماً اعتقد نهضة مدينة الرياض وخصوصاً قطاع الضيافة مستمرة وأحد هذه الشواهد حصول شركة جاذر ان المتخصصة في قطاع الضيافة بالسعودية على استثمار ٢٢ مليون ريال وإذا كنت من سكان المدينة فستسمع بالعديد من الأنشطة الترفيهية وجودة حياة عالية خلال قادم السنوات.
النشرة البريدية
اشترك عشان يوصلك جديد ما اكتب من افكار وتجارب رهيبة.