هل أغير العالم أو أغير حياتي
قبل أربعة سنوات أطلقت منصة أخو الجديد لبيع وشراء الجوالات المستعملة. أتت الفكرة لنا أنا وزميلي بعد تجربة شراء جوال مريرة عن طريق موقع حراج ومن هناك أخذنا على عاتقنا مهمة تغيير قطاع الجوالات في السعودية. بعد الإطلاق الأولي ومع التقدم الإيجابي قررت أن أستقيل من وظيفتي والتركيز بشكل كامل على المشروع وضخ كامل مدخراتي به. كانت تجربة مثيرة ومثرية للغاية تعلمت منها الكثير من الدروس ولكن في النهاية باء المشروع بالفشل واضطررت أن أعود للوظيفة خائب الأمل. وقتها صارحت نفسي لماذا أسعى جاهداً لبناء ستارت اب وتركيز جميع طاقاتي ورهاني على شيء واحد احتمالية فشله عالية للغاية وخارجة عن إرادتي. آنذاك وصلت لقناعة تكلمت عنها في ٢٦ درس تعلمته من الحياة أن لكي أنجح لابد أن أتعلم خفض سقف طموحي والتركيز على الانتصارات الصغيرة.
سألت نفسي ما الذي أبحث عنه؟
هل أبحث عن حلم تغيير العالم وتحقيق عوائد مليارية عن طريق سلك مسار الستارت اب
أو
ان يكون لدي دخل شهري من العمل الحر يعطيني أسلوب حياة رائع مليء بالمتعة والتعلم والاستكشاف اقضيه بين عائلتي وأحبابي وبين السفر والتفكر.
احتمالية أن أغير العالم ١٪
احتمالية أن أغير حياتي ٥٠٪
اخيراً أدركت أن الخيار الثاني هو المناسب لي.
كيف حولت هذا الاستنتاج لعمل؟
يقول أكثر ملهم لي في العمل الحر دانيال فاسالو: بدل أن تضع رهانك كله في سلة واحدة (ستارت اب) ضعه في عدة رهانات صغيرة على أمل أن تحقق أحدهم عوائد ممتازة تعطيك رغد العيش.
والآن هذه هي فلسفتي، عن طريق خوض العديد من الرهانات الصغيرة الممتعة بدل أن أركز كل جهدي على رهان كبير ومكلف. كثير من رهاناتي فشلت على الرغم من حصولي على عوائد مادية عالية كتجربتي في البيع في أمازون وعلى الجانب الآخر رهانات أخرى أحرزت نجاحات عالية لم أكن أتوقعها كرهان فتح منزلي بالرياض للسياح في 2019 والذي يدخل ٧٩ ألف ريال سنوياً ورهان التركيز على بناء مجموعة مواقع تقدم محتوى عالي الجودة تسيطر على محركات البحث العربية وتحقق ملايين الزيارات سنوياً.
إحصائيات احد مواقعي في عام ٢٠٢٠
الشيء المفاجئ والذي لم أتوقع وصوله أن العديد من الرهانات الصغيرة تدر على مبالغ تفوق راتب وظيفتي العام الماضي. اليوم أعيش بلا قلق مادي لأن دخلي لا يأتي فقط من الوظيفة بل يأتي من مصادر عديدة وهذا الشي أيضا أعطاني حرية أكبر في اختيار وظيفتي حيث إنني أعمل في وظيفة تناسبني وأتعلم منها الكثير وأشعر من خلالها بأثر عكس معظم وظائفي السابقة التي كنت أشعر أني أداة صغيرة في نظام بيروقراطي ضخم، وبصراحة لا أعتقد أنني كنت أستطيع الوصول لهذه المرحلة من جودة الحياة لو أنا مازلت تحت رحمة راتب آخر الشهر.
بالنسبة لي النقطة الفاصلة كانت عندما ركزت على الثمار في الأرض (Low hanging fruits) وليس على الثمار في أعلى الشجرة.
النشرة البريدية
اشترك عشان يوصلك جديد ما اكتب من افكار وتجارب رهيبة.